عباس يركب موجة الاحتجاج الشعبي في القدس – وتوجد لذلك ثلاثة اسباب

Want create site? Find Free WordPress Themes and plugins.
يكتب جاكي خوري، في “هآرتس” ان تظاهرة الدعم التي عرضتها القيادة الفلسطينية في رام الله لسكان القدس الفلسطينية وقادة الأوقاف، خلال الاسبوعين الأخيرين، تشكل نقطة تحول بالنسبة لها، وبشكل خاص بالنسبة لرئيسها محمود عباس.
فالجلسة التي عقدتها القيادة الفلسطينية، مساء يوم الثلاثاء، بدأت بكلمات اطراء استثنائية من جانب عباس: “نحن معكم، ندعمكم ونفاخر بكم وبما فعلتموه”، قال للفلسطينيين في القدس. “انتم تهتمون بالمسجد الاقصى وتحافظون عليه، انتم تحافظون على ارضكم، كرامتكم، دينكم والمقدسات، وهذا هو الرد المناسب لكل من يمس بمقدساتنا”. واكد الرئيس الفلسطيني ان “ما فعلتموه هو الأمر الصحيح – وقفتكم كرجل واحد، ونحن ندعمكم وندعم كل ما تفعلونه”.
وتقرر في نهاية الجلسة التحديد بأن الحكومة الفلسطينية ستدعم السكان الفلسطينيين في القدس، وستكون عنوانا للتوجه الى المؤسسات الدولية، بما في ذلك المحكمة الدولية، في هذا الموضوع. كما تحدد بأن تسمح السلطة بتنظيم مسيرات، يوم غد الجمعة، باتجاه الحواجز ونقاط الاحتكاك مع اسرائيل. عمليا، يجري الحديث عن قرارات تهدف الى التصعيد، لكنه بالنسبة لعباس والقيادة الفلسطينية، يجب ان تبقى القدس في مركز الصدام مع اسرائيل، لأن المواجهات حول العاصمة تخدم المصلحة الفلسطينية.
اسباب ذلك كثيرة. اولا – القدس والمسجد الاقصى هي قدس الاقداس وجوهر القضية القومية الفلسطينية، وبقاءها في العناوين سيخدم الاعلام الفلسطيني امام المجتمع الدولي والرأي العام في العالم، وخاصة امام الادارة في واشنطن التي لا تفهم حتى النهاية، الرواية الفلسطينية وجوهر الصراع.
ثانيا – الاحتجاج في القدس يعتبر صحيحا في الوقت الحالي، كاحتجاج شعبي مشروع وغير مسلح. رغم العملية التي شجبها عباس، فان الصور التي تخرج من البلدة القديمة هي لمصلين – نساء ومسنين واولاد وشبان – يؤدون الصلاة امام الأسوار وفي الأزقة بدون عنف؛ وحتى الصور التي يظهر فيها العنف، فإنها تعرض الفلسطينيين كجرحى، وتذكر بالانتفاضة الاولى، التي تغلغلت حتى في الرأي العام الاسرائيلي.
السبب الثالث هو انه بالنسبة للقيادة الفلسطينية، فان حلبة القدس هي الحلبة الاكثر مريحة للصدام الشعبي مع اسرائيل، لأنه خلافا لبقية مناطق الضفة، لا يمكن لإسرائيل طرح ادعاءات ضد السلطة الفلسطينية في قضايا تحدث في القدس الشرقية. فهناك تتصرف اسرائيل كسيادة حصرية ولا يوجد لأي جهة فلسطينية، رسمية او شعبية، أي تأثير على  آلية اتخاذ القرارات. وهذا يعني انه لا يمكن لإسرائيل مطالبة عباس واجهزة الامن الفلسطينية بتهدئة الاوضاع وتنفيذ اعتقالات مانعة او التحقيق مع نشطاء يدعون الى المظاهرات، كما حدث مثلا خلال اضراب الأسرى.
كما سبق ونشرت “هآرتس” في بداية الاسبوع، فانه في غياب قيادة سياسية وسلطوية – تجد اسرائيل نفسها تتحدث مع الشارع، وكما يبدو الان، فان الشارع في القدس بدأ ينتظم تمهيدا لمعركة طويلة – الوجود المكثف يوميا بجانب ابواب المسجد الاقصى في ساعات المساء، توزيع الطعام بشكل منظم، وتطوعي في غالبيته، وتنظيم حملات النظافة في المكان – هذه كلها تدل على بداية تنظم عفوي شعبي وغير عنيف.
عباس ورجال القيادة الفلسطينية، الذين ناقشوا حتى الآونة الاخيرة، مع ممثلي الادارة الامريكية، مسائل مثل دفع رواتب للأسرى ومضامين المنهاج الدراسي، بدلا من مناقشة المسائل الجوهرية، ومن ضمنها القدس، وجدوا انفسهم، من دون أي انذار، وسط موجة احتجاج شعبية تتطور في المكان الاكثر اهمية بالنسبة لهم – عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة.
لا حاجة لأن تكون عبقرية سياسية او خبيرا في الاستراتيجية كي تمسك بهذه الموجة وتستغلها حتى النهاية ونقل رسالة الى نتنياهو والجمهور الاسرائيلي والعالم كله، مفادها – هنا فلسطين، ومسجد الاقصى يجب ان يكون تحت سيطرتنا.
Did you find apk for android? You can find new Free Android Games and apps.

الكاتب Palestine Embassy

Palestine Embassy

مواضيع متعلقة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: